Post Page Advertisement [Top]


إليك الدليل الكامل لحماية الدجاج البلدي من الإجهاد الحراري وضمان إنتاجه

مقدمة

مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يواجه مربو الدجاج البلدي تحدياً كبيراً وهو حماية طيورهم من مخاطر الإجهاد الحراري. لا يؤثر الحر فقط على صحة الدجاج وراحته، بل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في إنتاج البيض، وضعف النمو، وحتى النفوق في الحالات الشديدة. في هذه التدوينة الشاملة، سنقدم لكم نصائح عملية ومجربة، من التغذية الذكية إلى أسرار بناء الخم التقليدي، للحفاظ على قطيعك بصحة ممتازة ونشاط دائم حتى في أشد الأيام حراً.

1. توقيت الأكل هو مفتاح السر: متى وكيف تطعم دجاجك في الصيف؟

في الأجواء الحارة، تتغير شهية الدجاج وسلوكه الغذائي. عملية الهضم تولّد حرارة داخلية في جسم الطائر، لذا فإن اختيار الوقت المناسب لتقديم الطعام أمر حاسم

 * الأوقات المثالية للأكل

   * الصباح الباكر جداً: قدم الوجبة الرئيسية مع شروق الشمس أو قبله بقليل. في هذا الوقت، تكون درجات الحرارة لا تزال منخفضة، والدجاج لديه شهية جيدة لتناول طعامه.

   * وقت متأخر في المساء: قدم وجبة أخرى خفيفة بعد غروب الشمس، عندما يبدأ الجو بالبرودة. هذا يساعد الدجاج على تخزين الطاقة اللازمة لليلة دون إرهاق أجهزته الهضمية خلال ذروة الحر

 * تجنب الإطعام في منتصف النهار: لا تقدم أبداً كميات كبيرة من الحبوب أو العلف المركّز خلال الفترة من الساعة 10 صباحاً إلى 5 مساءً. تناول الطعام في هذا الوقت يجبر الدجاج على بذل مجهود لهضمه، مما يزيد من حرارته الداخلية ويفاقم الإجهاد الحراري

 * نوعية العلف في الصيف

   * قلل من الحبوب التي تولد طاقة عالية مثل الذرة الصفراء خلال النهار.

   * يمكنك تقديم علف مركب يحتوي على نسبة بروتين جيدة ولكنه أخف على الجهاز الهضمي

   * قدم الخضروات والفواكه الغنية بالماء مثل الخيار، البطيخ (الدلاح)، الكوسة، والخس. فهي لا تغذي فقط، بل ترطب أجسام الدجاج أيضا

2. الماء البارد هو المنقذ: استراتيجيات تبريد مياه الشرب

الماء هو أهم عنصر لمكافحة الحرارة. الدجاج الذي يعاني من الحرارة يستهلك كميات مضاعفة من الماء لتبريد جسمه.

 * وفرة المياه: تأكد من وجود عدد كافٍ من المشارب النظيفة والمملوءة بالماء البارد طوال اليوم. لا تجعل الدجاج يتنافس على الماء

 * تبريد المياه

   * قطع الثلج: أضف قوالب أو قطع ثلج كبيرة إلى المشارب في الصباح وفي منتصف النهار

   * الأواني الفخارية (الطين): استخدم أواني الشرب الفخارية (مثل الـ "خابية" أو "البحيرة")، فهي تحافظ على برودة الماء بشكل طبيعي لفترات أطول مقارنة بالبلاستيك أو المعدن.

   * غير الماء باستمرار: قم بتغيير الماء مرتين إلى ثلاث مرات يومياً ليبقى منعشاً وباردا

 * إضافات سحرية للماء

   * الفيتامينات والأملاح المعدنية (الإلكتروليتات): يمكنك شراء محاليل إلكتروليت خاصة بالدواجن من الصيدلية البيطرية وإضافتها للماء. هذه المحاليل تعوض الأملاح التي يفقدها الدجاج بسبب اللهاث السريع

   * بديل طبيعي: يمكنك إضافة القليل من عصير الليمون (الحامض) أو خل التفاح الطبيعي (ملعقة صغيرة لكل لتر ماء) لتحسين صحة الدجاج ومساعدته على مقاومة الإجهاد.

3. المسكن المثالي: بناء خم من الطين وتوفير الظل بالأشجار

تصميم الخم (حظيرة الدجاج) يلعب دوراً محورياً في حماية الدجاج. الأساليب التقليدية في البناء غالباً ما تكون الأكثر فعالية

 * بناء الجدران بالطين (التراب)

   * عازل طبيعي: الطين هو مادة بناء مذهلة تتميز بقدرتها العالية على العزل الحراري. الجدران المبنية من الطين أو "التابيا" تبقى باردة من الداخل خلال النهار الحار، وتطلق الحرارة التي امتصتها ببطء خلال الليل البارد. هذا يخلق بيئة داخلية مستقرة ومريحة للدجاج

   * تكلفة منخفضة: استخدام الطين أو التراب المحلي يقلل من تكاليف البناء بشكل كبير

 * أهمية التهوية والسقف العالي

   * تأكد من وجود فتحات تهوية كافية (مغطاة بشبك لمنع الحيوانات المفترسة) بالقرب من السقف للسماح بخروج الهواء الساخن الذي يرتفع للأعلى

   * السقف العالي يساعد على إبعاد الحرارة المنبعثة منه عن الدجاج

 * زراعة الأشجار حول الخم

   * الظل الطبيعي: لا شيء يضاهي الظل الذي توفره الأشجار. ظل الشجرة أكثر برودة من الظل الاصطناعي، فهو يسمح بمرور الهواء

   * تحسين البيئة: الأشجار مثل التوت (الكرموس)، الزيتون، أو أي أشجار مورقة وسريعة النمو توفر ليس فقط الظل، بل أيضاً بعض الثمار المتساقطة التي يمكن للدجاج أكلها.

   * تبريد طبيعي: تساهم الأشجار في تلطيف الجو المحيط بالخم من خلال عملية النتح

4. نصائح إضافية سريعة ومهمة

 * رش الأرضية: في الأيام شديدة الحرارة، قم برش أرضية الخم أو المنطقة التي يتواجد فيها الدجاج بقليل من الماء البارد (دون إغراقها) لترطيب الجو

 * توفير حمام غبار في الظل: يحب الدجاج أن يأخذ حماماً في التراب الجاف لينظف نفسه ويتخلص من الطفيليات. تأكد من أن مكان حمام الغبار موجود في منطقة مظللة وباردة

 * راقب علامات الإجهاد الحراري: كن يقظاً لعلامات مثل اللهاث الشديد مع فتح المنقار، فرد الأجنحة بعيداً عن الجسم، الخمول الشديد، إسهال، وشحوب لون العرف والدلايات. إذا لاحظت هذه العلامات على دجاجة، انقلها فوراً إلى مكان بارد ومظلل واغمس قدميها في ماء بارد (وليس مثلجاً

خاتمة

تربية الدجاج البلدي لا تحتاج إلى تعقيدات كبيرة، بل تتطلب فهماً لاحتياجاته الطبيعية. من خلال تطبيق هذه النصائح الحقيقية والمجربة، خاصة فيما يتعلق بتنظيم أوقات الأكل، توفير الماء البارد، والاستثمار في مسكن صحي مبني من الطين ومحاط بالأشجار، ستضمن لقطيعك صيفاً آمناً ومريحاً، وستستمر في الاستمتاع بإنتاجه الوفير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Bottom Ad [Post Page]

| Designed by Colorlib